18 أغسطس 2025 - 16:07
آية الله اليعقوبي: الأنس بولاية أهل البيت (ع) من أعظم نعم الجنة

يقول الإمام السجاد (ع) في مناجاة العارفين : [وَقَرَّتْ بِالنَّظَرِ إلى مَحْبُوبِهِمْ أَعْيُنُهُمْ]، إلى أن يقول : [إلهِي ما أَلَذَّ خَواطِرَ الإِلْهامِ بِذِكْرِكَ عَلَى الْقُلُوبِ، وَما أَحْلَى الْمَسِيرَ إلَيْكَ بِالأَوْهامِ فِي مَسالِكِ الْغُيُوبِ، وَما أَطْيَبَ طَعْمَ حُبِّكَ، وَما أَعْذَبَ شِرْبَ قُرْبِكَ...].

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــصرح  آية الله الشيخ محمد اليعقوبي، عبر بيان له بمناسبة الزيارة الأربعينية : إنَّ السيرَ إلى الإمام الحسين (ع) وزيارته طريقٌ إلى الجنة، بل هي الجنة بعينها.

ومما جاء في بيان  آية الله الشيخ محمد اليعقوبي بهذه المناسبة الاسلامية العظيمة :

بسمه تعالى
الانس بولاية أهل البيت (ع) من أعظم نعم الجنة ومسؤوليتنا تجاهها.

من مظاهر رحمة الله تعالى وتجليات لطفه بعباده لجذبهم إلى الهداية والطاعة هو تعجيل بعض نعم الجنة لعباده المؤمنين في دار الدنيا؛ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً] - الإسراء: 19.

ومن تلك النعم معرفة الله تعالى ومحبته والأنس بلقائه والنظر إلى وجهه الكريم، وهي أعظم نعم الجنان قال تعالى: [وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ] - التوبة: 72.

ومن دعاء الامام الحسين (ع) التام في معرفة الله تعالى ومحبّته : [ماذا وَجَدَ مَن فَقَدَكَ ومَا الَّذي فَقَدَ مَن وَجَدَكَ]، والكلام مطلق شامل لنعيم الجنان.

لذا كان العارفون بالله تعالى يتلذذون بعبادته ومناجاته تعالى، [فَهُمْ وَالْـجَنَّةُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا، فَهُمْ فِيهَا مُنَعَّمُونَ] -[3] فعبادة الله تعالى عندهم ليست تكاليف تؤدى طلباً للثواب أو خوفاً من العقاب، وإنما هي نِعم اهديت اليهم من الجنة ليتنعموا بها، روى في الكافي عن أبي عبد الله الصادق (ع) قال : [قال الله تبارك وتعالى يا عبادي الصديقين تنعموا بعبادتي في الدنيا فإنكم تتنعمون بها في الآخرة].

يقول الإمام السجاد (ع) في مناجاة العارفين : [وَقَرَّتْ بِالنَّظَرِ إلى مَحْبُوبِهِمْ أَعْيُنُهُمْ]، إلى أن يقول : [إلهِي ما أَلَذَّ خَواطِرَ الإِلْهامِ بِذِكْرِكَ عَلَى الْقُلُوبِ، وَما أَحْلَى الْمَسِيرَ إلَيْكَ بِالأَوْهامِ فِي مَسالِكِ الْغُيُوبِ، وَما أَطْيَبَ طَعْمَ حُبِّكَ، وَما أَعْذَبَ شِرْبَ قُرْبِكَ...].

ومن تلك النعم، ولاية أهل البيت (ع) ومودّتهم والأنس بذكرهم وزيارة مشاهدهم وتعظيم شعائرهم، فإنها من نعم الجنة العظمى التي اتحف الله تعالى بها الموالين لأهل البيت (ع)، وكلما ازدادت نشوتهم بهذا الولاء والمودّة الصادقة ازداد تعلقهم بحب اهل البيت (ع)، مع ما يرون منهم (ع) من نجدة لهم في وقت الشدة وإغاثة في حال الكرب.

وقد دلت الروايات على ان نعمة القرب من أهل البيت (ع)  لا تضاهيها نعمة من نعم الجنة بعد معرفة الله تبارك وتعالى، وأن الأنس بهم (ع) يشغل أهل الجنة عن النظر إلى نعمها الأخرى، روى زرارة عن الإمام الباقر (ع) أو الصادق (ع) أنه قال : [يا زرارة إذا كان يوم القيامة جلس الحسين (ع) في ظل العرش وجمع الله زواره وشيعته ليبصروا من الكرامة والنصرة والبهجة والسرور إلى أمر لا يُعلم صفته إلا الله فيأتيهم رسل أزواجهم من الحور العين من الجنة فيقولون إنا رُسل أزواجكم إليكم يقلن: إنا قد اشتقناكم وأبطأتم عنا فيحملهم ما هم فيه من السرور والكرامة على أن يقولوا لرسلهن: سوف نجيئكم إن شاء الله].

ورُويت بشكل آخر أكثر تفصيلاً في كامل الزيارات عن زرارة وفيها، [وما من عبد يُحشَرُ إلاّ وعيناه باكيةً إلاّ الباكين على جدِّيَ الحسين (ع)، فإنّه يحشر وعينه قَريرة، والبشارة تلقاه والسّرور (بيّن) على وجهه، والخلق في الفزع وهم آمنون، والخلق يعرضون وهم (حدّاث)].

اللهم اجعلنا من الشاكرين لإلائك، المداومين على طاعتك، المستقرين في محبتك، الثابتين على ولاية اوليائك، والمستشعرين لذة القرب منك، ولاتجعلنا الغافلين المبعدين.

انتهى

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha